
بكل ما فيها من حياة فرحت بهذه الحرية المبتسرة ، أرادت أن تُبقي ذكراها لكل سنوات عمرها القادمة ، إستخفها الفرح فتقدمت قليلاً عن مرافقيها ، نهرَها الرجل المفتول العضلات الذي يحاذيها ، فقصرت من وقع خطواتها على إسفلت ذلك الشارع الذي تمنت ألا ينتهي ..
منذ زمن بعيد ، نسيت أن للحياة دروباً طويلة عليها أن تسلكها ،لكن ذلك الرجل الغاضب أبداً وقبل أن يُدخلها إلى هذا المكان ، أمرها أن تنزع فستانها ، امتنعت بشدة ، فمزَّقه وكومه بين قدميها ، تاركاً جسدها الفتي عارياً تماماً ، انحنت على جسدها تحميه ، وتحاول التقاط ما تبقى من ملابسها باشمئزاز هائل حزين ، ثم دفعها عبر باب حديد أغلقه دونها بقوة ،
ألغيت فرحتها المباغتة ، كان الظلام مطبقاً ، وكل شيء يبرعم فيها خوفاً ، تعلمت الإنتصار عليه كثيراً ، لكنها أيقنت هذه المرة أنها على أعتاب نزال من نوع آخر ، وربما لن تقاومه كثيرا ، لكنها رغم ذلك لن تبيح لهم انتهاك صمتها كثيرا .