
في تلك القرية الآمنة, حيث القلوب فيها هي الدليل إلى كل شيئ , لم يكن هناك حاجة لأنوار إضافية تضيئ الدروب , فالناس كل الناس أدمنوا تلك الزوايا والدروب, فكانوا يمشون مسترشدين بإستبصارات داخلية لايعنيها أي أضواء خارجية قد تزيد الطرق المرصوفة بالحب ظلاماً .
كانت الأفراح تقام على أضواء معتقة في زجاج قديم أمام إحدى دور العبادة , فيصبح أي فرحٍ عبارة عن تراث مقدس , يرتبط بالروح لا بأي شيئ آخر , ولذلك كانت أفراحاً حقيقية و سعيدة.
وكان التواصل روحاً لروح , لا يحتاج لأسلاكٍ ومحطاتٍ ومراكزَ خدمة،وكان اتصال الانسان بداخله هو ما يميز تلك البيئة وهذا المكان، و لم يكن الناس يحتاجون إلى كثيرٍ من المكر والدهاء والفكر ليصلوا إلى غاياتهم .وربما كما يقول أحد الفلاسفة , الحكمة و السعادة كانتا تلازمان الانسان منذ بدء الخليقة حتى تطورت لديه القشرة الدماغية المفكرة فغدا بعيدا عن الحكمة وبعيدا عن السعادة....