
لم تنتظر أي ترحيب بها ، بل دخلت من تلقاء نفسها إلى غرفة الجلوس..وألقت بجسمها النحيل على الأريكة التي تتوسط المجلس..انتظرت التحاق ربة البيت بها..وعندما رأتها تجلس أمامها مثل تلميذة مهذبة بدأت تحرك رأسها الصغير مثل رأس عود ثقاب وكأنها بذلك تنذرها بخطورة ما تحمل من أنباء..وتعمدت أن تطيل لحظات الصمت لترفع من وتيرة الشوق لدى زميلتها..وضعت رجلا على أخرى وسوت جلستها مثل مذيعة تتهيأ لتقديم برنامج مشوق.. وبعد أن سعلت سعلة خفيفة اطمأنت بعدها إلى سلامة حبالها الصوتية ، قالت:"الثقة اليوم عملة نادرة..أحيانا نعتقد أن أقرب الناس إلينا لا يمكن أن يصدر عنهم ما يسئ إلى ثقتنا فيهم..قد يصدمنا ذلك.. وقد يؤدي إلى انفصام كل رابط بيننا وبينهم..الثقة كنز كبير..ولكن علينا أن نحسن وضعه في المكان المناسب..أقصد الشخص المناسب.."