أستيقظ فجأة على أصداء أصوات غريبة ، إنها الثالثة صباحا ، هناك أصداء لأرجل تمشي بحذر .. ينتابني خوف شديد ، إن آخر شيء كنت أتوقعه ، هو أن يقتحم اللصوص بيتي في هذه المدينة الهادئة ، يشل تفكيري وأعجز عن اتخاذ موقف معين .. تقترب الأصوات ، لا شك أنهم داخل البيت ، ولكن كيف تمكنوا من دخوله وكل الأبواب والنوافذ مغلقة ؟ لابد أن أدافع عن نفسي .. أقوم بخطوات خفيفة وأقف خلف الباب ، كنت أشعر بخوف شديد .. فجأة دخل فرد الغرفة بحذر كبير وهو يصوب آلة ما وعليها مصباح نحو فراشي ، استجمعت كل شجاعتي وارتميت عليه ، كان قوي البنية وكنت متشبثا بقوة برقبته وهو يصرخ .. وفجأة امتلأت الغرفة برفاقه وانهالوا علي ركلا وضربا ورفسا ، كانوا جميعا يحملون بنادق ، وكنت مذهولا ، مرعوبا .. كانت الدماء تنزف من فمي وأنفي ، سلط أحدهم ضوء مصباحه على وجهي :ـ إنه هو ـ خذوه
القدح العاشر أعماني ـ نص :الشاوي محمد
السخرية من القدر وبشاعته تتجسد في كل لحظة نعيشها.حين تتجمد كل الأحاسيس وتتقهقر نحو هوة سحيقة والقادم من الزمن كفيل بالإجابة عن معنى الوجود دون رغبة فيه
سكير أسقطه القدح العاشر فكتب ما يلي :
لقد رأيتك ذات حلم،ولم يتبق في ذهني غير إحساس بالطمأنينة..وقد ظللت أياما أخمن أي كلام سأقوله لك لو أنك تعودين.فلم أجد إلا رسالة قصيرة :آسف لأني لم أعتذر أكثر،لأني لم أكشف عن مشاعري أكثر.لقد فرض علينا أن نخطئ أكثر مما قد يجعل العلاقة ناجحة.لم أكتشف قلقي إلا حين اقتنعت مكرها أني فقدتك للأبد.وكان الزمن حينها قاسيا
2
مرتاح قليلا،رغم عجزي عن التعايش مع هذا الواقع،وحينما يسألونني عنك أقول أنك بخير وعلى خير وأننا "فقط" لم نعد نلتقي
الأعمى في مكتب الكهرباء - قصة : البشير البقالي

غالبه القهر والتذمر، فشرع يلعن في قرارة نفسه الجرأة التي أوهمته بيسر الطريق وقدرته على الوصول من غير عيون أو دليل. وعرته الوحشة حين أحس بخلو الطريق.. وحدها الريح كانت تعربد في الفضاء، تحدث أنينا وخشخشة جراء احتكاكها بالأرض والأوراق والأشياء...
تثاقلت خطواته لما سمع حشرجة سيارة تقترب منه. حاول تجنبها بحدسه لكنه خاف من التورط أكثر فتوقف مؤذنا باستسلامه للموقف تاركا المسؤولية للسائق ليختار طريقه. وحين مرت السيارة بجانبه تناها إلى سمعه من داخلها صوت "أم كلثوم" وهي تصرخ صرختها المشهودة؛ ( فات المعااااد). شق الصوت طريقه بعنف داخل نفسه المجروحة، وتفاقم لديه الإحساس بالوحشة والضعف. وشرع يمشي من جديد.. بتثاقل وإحباط.. مكتويا بالمواعيد الهاربة.
غبار في القلب ـ قصة : أحمد ناصر نور الدين

وعلى الرُّغم من انسياقه وراء سكرٍ مفرط متواصل، فقد نمت لدى الرجل العجوز، وعلى مَرِّ السنين، غريزة من اليقظة البالغة يفرزها خوف فطري تطور في ذاته على امتداد عمرٍ من التَسَكُّعِ في الشوارع والحواري، إضافة لما تعرض له من تشريد وترهيب في صباه وشبابه الأول. وكان في أيام الصبى كلما قفل راجعا من العمل إلى مخبئه الحقير عند المساء استنفر كل حواسه وأعصابه تَحسُّباً لأي هجوم مباغت قد يتعرض له على يد أحد زعران الأحياء وما أكثرهم. كانوا يتعرضون لعاثري الحظ في ظلمات الليالي سعياً وراء المال وأشياء أخرى ثمينة. وكان قد سمع منذ بداية وعيه الكثير من القصص المخيفة، حتى أنه عاش إحداها بنفسه، إذ انقضَّ عليه ذات مساء، وكان لا يزال شاباً يافعاً، شابان في أحد الشوارع الضيقة المظلمة.
رسالة إلى امرأة ما – نص : ادريس الزليتني

وبعد ,,,,
اعبث بالقدر كما يعبث بي , الهو بالحزن كما يلهو بي , ابعث نبياً ..احمل رسالة الشك وادعو الى الوهم واقدس الخيال وأعد بجنة خلت من كل شيئ الا من الالم.
يبغضني الزمن واسخر منه , تلفظني الحياة واركلها من الخلف, يمقتني التاريخ وألعن نشأته , تختلس ايام عمري اللحظات واختلسها من ايام عمري , تتجاهلني الارض واغازل السماء , تسكنني الريح واسكن العراء , اقذف الليل بالنهار واغتصب النهار في الليل , اعاشر الحياة وادفع لها ولا اخشى عليها من تشوه الجنين كما شوهت جيناتي وكما زُرعت في رحم القهر واستقبلني العبث وعلمني اليأس نطق الحروف السوداء , الثم الجرح تتلاشى المعالم وبيبقى الانين.
عشرون عاما.. – نص : محمد حسون

تعالوا نحكي حكاية عن صبية كانت مثل خيمة في صحراء قاحلة تحِنُّ إلى سفر جديد..أو عن وردة داستها أرجل المجون بقسوة..أو عن عصفورة أجلتها أيدي الخطيئة عن عشها الآمن فهي في مهب عواصف الآلام..
كانت هنا.. في هذا الشارع العريض المهترئ..تلك الخيمة..تلك الوردة.. تلك العصفورة..تغزل على هذا الرصيف المغبر أحلاما واسعة كعينيها.
كانت هنا.. تبحث عن كينونتها المفقودة في أطراف الشارع الرتيب.. وبين فراغات حاناته الباهتة.. وقصب أكواخه الكالحة .. وبين هشيم زجاج النبيذ الفاسد المتناثر على قارعته.. وتحت أبوابه العتيقة المقوسة.. وبمحاذاة صفائحه القصديرية وجدرانه الطينية المنقبة والملطخة بالأوساخ والكلام البذيء الفاضح.. وفي أركانه الملوثة بالقمامات العفنة.
كانت هنا قبل عشرين عاما.. في عمر الزهور. .طفلة مشردة تفتش عن نفسها..عن امرأة في أحمر شفتيها..تستعجل أنوثتها وحرارة صيفها.. وطيفُ الشوق إلى كواليس المستقبل يرفرف في عينيها كفراش جامح.. طليق..
قصص قد تكونُ أنتَ بَطلُها ..!! - محمد بوشيخـة

أحـبَّها بصِدقٍ .. رأى فيها الأمّ والعشيقَـةَ .. عـرّاهـا كم مرّةً، ضمَّهـا بين أحضانِـهِ، رشَفَ دمَهَـا، وقـبَّلَ أصابـعَ رِجلَيْها
فِتْـنَـــةٌ
دائـماً ترمُقُـهُ بعينيهـا السّاحرتين .. تعشَقُـهُ حـدَّ الجنونِ .. حبُّهـا صمتٌ .. هُدُوؤُها حربٌ .. ابتسامتُها طلقـةٌ ناريـةٌ ..
خَـيْبَــةٌ
صَفَـعَتْـهُ بيدٍ من حديدٍ .. لم تُقـدّر عِشقَهـا لـهُ ولاحُـبَّهُ لجنُونِهـا تجاهَـهُ .. رمَـتْهُ في دوّامةٍ من التفكـير وغابةٍ من التيـه ..
عـرّتْ أسرارَهُ وشَـرَّحَتْ وجِيـبَ قلبِـهِ بعد أن طَعَـنَتْـهُ بسيفٍ خَشِيبٍ.
مصائر - قصص : أحمد أبو وصال

عرف بالإنضباط والإستقامة ...بالتضحية والحكمة....منح عدة أوسمة لشجاعته وتفانيه في الخدمة العسكرية ، في أوقات السلم و أثناء الحروب....وهو يقود فرقة من المدرعات ، تأمل المشهد أمامه....نيران مشتعلة ،دمار في كل مكان ...جثث حيوانات وأطفال متفحمة ...جرو صغير يزحف على بطنه ...فجأة جاءت أوامره صارمة ...دارت المدرعات نصف دورة وبدأت في التقدم وإطلاق النار...
الثاني :
تأمل حياته الحافلة بالأ حداث ...حقق نجاحات كبيرة وأثار غيرة الأصدقاء والأعداء ...
حصل على كل شيء ......شهادة جامعية عليا ومنصبا رفيعا ....زوجة غنية وعشيقة فاتنة
...باع أصدقاءه وإشترى آخرين.....غير سياراته كما يغير الجوارب...وفي الأخير وعندما