الحراك الإجتماعي المغاربي زمن حرب الإبادة الجماعية على غزة - منصف سلطاني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

إنّ ما حدث في قطاع غزة إبان انتفاضة طوفان الأقصى هو حرب إبادة جماعية خاضها الكيان الصهيوني على أبناء غزة العزل. وقد مثّلت انتفاضة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر منعرجا حاسما في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي. وقد أحدثت انتفاضة طوفان الأقصى تغيّرات سياسية عميقة في الوطن العربي.

و أدّت انتفاضة طوفان الأقصى إلى عودة القضية الفلسطينية بإعتبارها قضيّة عادلة إلى المنابر الأمميّة والإقليمية من جديد. وتعاطفت معظم الدول العربية والأجنبية مع الشعب الفلسطيني بعد الاعتداء الصهيوني الهمجي على أبناء قطاع غزة، فقد خاض الجيش الصهيوني حرب إبادة جماعية بهدف القضاء على الهوية الفلسطينية. ومن الدول التي أدانت حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني دول المغرب العربي وفي مقدمتها تونس التي ظلّت معقل مساندة للقضية الفلسطينية منذ ذكرى النكبة سنة 1948 "قيام الكيان الصهيوني"

سنسلط الضوء في هذه الدراسة على ردود فعل الحراك الاجتماعي المغاربي تجاه حرب الإبادة الجماعية على غزة. كما سيتم رصد الآليات التي اعتمدتها المنظمات المغاربية لإدانة حرب الإبادة الجماعية.

الكلمات المفاتيح: الإبادة الجماعية، غزة، حراك، مغاربي، إجتماعي.  

تقديم

تعدّ انتفاضة طوفان الأقصى التي اندلعت يوم السابع من أكتوبر2023 بمثابة عملية عسكريّة نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة على الإحتلال الصهيوني. وشملت هذه الانتفاضة هجوما بريا وبحريا وجويا للمقاومين إلى بعض المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عبر السيّاج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وبعض مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتعدّ عملية إنتفاصة طوفان الأقصى من أكبر الانتفاضات التي عرفها التاريخ الفلسطيني المعاصر ضد الاحتلال الصهيوني. ويرى المحللون السياسيون والعسكريون أن هذه الانتفاضة مثلت حدثا إستراتيجيا في الصراع العربي الصهيوني.

كسرت انتفاضة طوفان الأقصى أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر"، حيث تمكن عدد صغير من المقاومين الفلسطينيين في غزة من الدخول إلى المستوطنات الصهيونية وأسر حوالي 300 صهيوني.

وعلى الصعيد الدولي أدّت هذه الانتفاضة إلى إبراز صلابة المقاومة الفلسطينية على الساحتين العربية والدولية.

وضمن السياق ذاته عادت القضية الفلسطينية العادلة إلى المنابر الأممية حيث اعترفت عديد الدول لأول مرّة بالدولة الفلسطينية.

وكردة فعل على انتفاضة طوفان الأقصى بادر جيش الآحتلال الصهيوني إلى شنّ حرب على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر2023. فشنت الطائرات الصهيونية مساء السابع من أكتوبر هجوميا جويا على غزة ثم قامت في اليوم الموالي بإكتساح بري لقطاع غزة.

وارتكب الإحتلال الصهيوني بعد انتفاضة طوفان الأقصى جرائم فظيعة تعجز الألسن على وصفها تمثلت في قتل آلاف الأطفال والشيوخ والنساء، إضافة إلى تدمير المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمدارس وغيرها. وكانت الاعتداءات الصهيونية في حق الفلسطينيين همجية إلى أبعد الحدود. ووصفت حرب الصهاينة على قطاع غزة بحرب الإبادة الجماعية التي أدانتها أغلب المجتمعات والدولية وخاصة المجتمعات المغاربية التي استكنرت حرب الإبادة الجماعية على غزة.

هل كانت المواقف الشعبية في منطقة المغرب العربي متطابقة مع المواقف الرسمية للأنظمة السياسية؟

وكيف أدان المجتمع المدني المغاربي هذه الإبادة؟

أولا: مدخل مفاهيمي.

المجتمع المغاربي: هو مصطلح يطلق على  مجتمعات دول المغرب العربي التي تقع شمال القارّة الإفريقية. ويتكون المغرب العربي من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. وتأسس اتحاد المغرب العربي سنة 1989.

الحراك الاجتماعي: تعدّ الحركات الاجتماعية وفق منظور عالم الإجتماع الأمريكي تشارليز تيلي[1] بمثابة سلسلة من المعارضات والحملات التي يقوم بها الأشخاص والأفراد غير الرسميين لرفع مجموعة من المطالب. وتعتبر هذه الحركات من الوسائل المهمّة التي تسمح للأفراد المشاركة في الشأن العام المحلّي والعالمي.

وبالتالي، تمثل الحركات الاجتماعية جهدا مستمرّا تبذله جماعة معينة من أجل بلوغ بلوغ هدف معيّن أو مجموعة أهداف مشتركة. أمّا إريك نوفو[2] فيعتبر الحراك الاجتماعي تعبئة تقوم بها النساء والرجال حول جملة من الآمال والمصالح حتى يتم وضع الرهانات الاجتماعية والسياسية للنقاش بحثا عن العدل واللاعدل. وتعدّ الحركات الاجتماعية حسب نوفو مناسبة لتحريك المجتمع والسياسة للتسجيل في الذاكرة الجماعية.

وهكذا يمكن القول أنّ الحركات الاجتماعية هي بمثابة فعل معارضة تقوم به جماعة معيّنة ضد جماعة أخرى حول قضية معيّنة " القضية الفلسطينية أنموذجا".

ورغم انتشار الحركات الاجتماعية في كل بلدان العالم في القرن الواحد والعشرين فإنّه يعصب تحديد تعريف دقيق لهذه الحركات الإجتماعية.

وتعدّ الحركات الاجتماعيّة إحدى أدوات النضال حول قضية عادلة، حيث يمكن للحراك الإجتماعي في زمن العولمة مواجهة قضايا المجتمع الدولي المعقدة والتي ظلّت المجتمعات تبحث عن طرق لحلّها

الإبادة الجماعية:

الإبادة الجماعية حسب قرار الأمم المتحدة الصادر يوم11 ديسمبر 1946 هي ارتكاب أي عمل من الأعمال قصد الإبادة الكليّة أو الجزئية لجماعة معيّنة على أساس القومية، أو العرق، أو الجنس، أو الدين".

ويعرّف نظام روما الأساسي الذي نشأت من خلاله المحكمة الجنائية الدولية الإبادة الجماعية على أنّها ارتكاب أفعال معينة على نطاق واسع، يتم تنفيذها قصد القضاء على مجموعة كليا أو جزئيا، بناء على هوية هذه المجموعة القومية، أو الإثنية، أو العنصرية، أو الدينية"

ونصّت الدول المتعاقدة في الاتفاقيات الدولية على منع جرائم الإبادة الجماعية في أيام السلم أو الحرب.

ثانيا: الحراك الاجتماعي التونسي زمن حرب الإبادة الجماعية على غزة.  

خلّفت حرب الإبادة الجماعية على غزة دمارا كبيرا. فقد كانت هذه الإبادة من أكثر الحروب تدميرا بشريا واقتصاديا. وأتت هذه الحرب على الأخضر واليابس منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر سنة 2023. وفي هذا السياق أكدّت تقارير دولية أن الاحتلال الصهيوني كان يتعمد إسقاط حوالي 500 قنبلة يوميا على قطاع غزة في المئة يوم الأولى منذ بدء العدوان أي ما يقارب 50 ألف قنبلة في الشهر. لقد أدّت الحرب إلى تدمير هائل في جميع مرافق الحياة. كما تمّ تدمير ما يقارب 60% من المباني في قطاع غزة وأغلبها مباني سكنية دمرت بشكل كلي أو جزئي حسب ما رصده مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية. وبالتالي إن هذا الدمار هو خير دليل على أن هذه الحرب هي إبادة جماعية أراد الكيان الصهيوني من خلالها تصفية أهل قطاع غزة.

1) القضية الفلسطينية في عيون التونسيين.

ظلّت مساندة القضية الفلسطينية في تونس منذ قيام الكيان الصهيوني أمرا لا يقبل الجدال. ولم يكن ارتداء الكوفية الفلسطينية رغم رمزيته القوية الوسيلة الوحيدة للتعبير عن كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.

منذ تاريخ النكبة سنة 1948 ظلّ الشعب التونسي واقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالهم ضدّ الاحتلال الصهيوني الغاشم. وتجلى هذا الدعم في تنظيم المظاهرات والمؤتمرات الثقافية والتبرعات.

وفي فترة الثمانينات حلّت منظمة التحرير الفلسطينية ضيفة على تونس. ويعتبر ذلك خير دليل على إلتزام الشعب التونسي بالقضية الفلسطينية.

ويتجلى تضامن الشعب التونسي أيضا في التوعيّة المستمرّة بقضية الشعب الفلسطيني في البرامج المدرسية وفي الملتقيات الأدبية التي دائما تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل نيل الحريّة والاستقلال.

ظلّ المجتمع المدني التونسي وفيّا في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة حيث نظمّ احتجاجات عديدة في الشوارع والمدن رافضا التطبيع مع الكيان الصهيوني. وقد رفع التونسيون في كل المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني الشعار التالي "الشعب يريد تجريم التطبيع".

وظلّ المجتمع التونسي مدافعا عن القضية الفلسطينية العادلة سواء محليّا أو في المنابر الأمميّة. فبعد انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة تجنّد التونسيون بمختلف أطيافهم الاجتماعية والسياسيّة لدعم الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.

وفي يوم 17 أكتوبر خرج آلاف من التونسيين إلى الشوارع وخاصة شارع الزعيم الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية استجابة لدعوة أطلقها المجتمع المدني للتنديد بحرب الإبادة الجماعية في غزة خاصة بعد القصف الذي قام به جيش الاحتلال الصهيوني على المستشفى الأهلي المعمداني في نفس اليوم. وقد أدّت تلك الجريمة إلى استشهاد حوالي 500 شخص حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية

وقد رفع التونسيون عديد الشعارات في المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني زمن حرب الإبادة الجماعيّة ومن أهمّ هذه الشعارات " التطبيع جريمة" و" من تونس إلى فلسطين شعب واحد مش شعبين" وترجع أولى المحاولات في تونس لتجريم العلاقات مع الكيان الصهيوني إلى سنة 2012 زمن المجلس الوطني التأسيسي التي شهدت اندلاع مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بسنّ قانون يجرّم التطبيع.

2) تثمين دور المقاومة الفلسطينية في غزّة.

نظمت الجمعيات والأحزاب التونسيّة يوم 29 نوفمبر 2023 مظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية وذلك تنديدا بجريمة حرب الإبادة الجماعية على غزة ودعما للشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وثمّن التونسيون في هذه المسيرة صمود المقاومة الفلسطينية في تصديها للجيش الصهيوني.

وأكدّ المشاركون في المظاهرات أنّ عملية طوفان الأقصى كشفت للعالم الإرهاب الصهيوني وإصرار المحتل الصهيوني على تنفيذ حرب إبادة في حق الشعب الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، تأثر المشهد السياسي والحزبي في تونس كثيرا بحرب الإبادة الجماعية على غزة.

وفي مناسبات متعددة نزل آلاف من الطلبة والتلاميذ والشباب والكهول إلى الشوارع التونسية للتظاهر تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي تعرّض إلى إبادة من قبل جيش الصهاينة.

ولازمت التجمعات الإحتجاجية والمظاهرات المناهضة للحرب بتنظيم منابر نقاش طويلة في الساحات العمومية بمشاركة سياسيين من أطياف مختلفة عروبية وليبيرالية ويسارية.

وأشادت كل المنظمات والتيّارات السياسية بدور المقاومة في تصديها لجريمة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها العصابات الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

 وفي نفس الإطار، نظمّت المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية مسيرات واحتجاجات أمام عدد من سفارات البلدان الأجنبيّة في تونس للتنديد بحرب الإبادة على غزة. وردّدت الجماهير في هذه المسيرات بعض الشعارات مثل " فرنسيس وأمريكان، شركاء في العدوان".

3) دعم مطلق لشكوى جنوب إفريقيا ضدّ الاحتلال الصهيوني

قدّمت دولة جنوب إفريقيا دعوة قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية حول انتهاكات دولة الاحتلال لإلتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

واعتبرت دولة جنوب إفريقيا أن جرائم الكيان الصهيوني ذات ابادة جماعية لأن الهدف من ارتكاب هذه الجرائم هو تدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من الهوية الفلسطينية. وطالب جنوب إفريقيا في هذه الشكوى بإتخاذ إجراءات مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في قطاع غزة.

بعد الشكوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا على الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية، نظم عديد الناشطين النقابيين والسياسيين وقفة مساندة أمام سفارة جنوب إفريقيا بتونس، وتم رفع عديد الشعارات المنددة بجرائم دولة الإحتلال الصهيوني. كما طالبوا السلط في تونس بسنّ قانون يجرّم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ثالثا: مساندة شعبية لفلسطين في المغرب الأقصى  رغم التطبيع .

إنّ المتأمل في موقف المغرب من حرب الإبادة الجماعية على غزة يلاحظ اختلاف الموقف الرسمي والموقف الشعبي. حيث وجد النظام المغربي نفسه في حرج تجاه الحرب المستمرة في غزة. ويمكن القول إنّ النظام المغربي وجد نفسه بين مطرقة المصالح مع الكيان من جهة وبين سندان الضغط الشعبي من جهة أخرى، عكس بقية الأقطار المغاربية الأخرى الذي كان فيها الموقف الرسمي متناغما مع الموقف الشعبي خاصة الجزائر وتونس.

على عكس الموقف الرسمي للنظام المغربي، نٌظمت عديد المظاهرات الشعبية في عدد من المدن المغربية منذ 7 أكتوبر 2023. ولعل من أبرزهذه المظاهرات المسيرة التي نظّمت في العاصمة الرباط يوم 15 أكتوبر 2023 التي تؤكد تضامن أغلبية الشعب المغربي مع المقاومة الفلسطينية في تصديها لهجومات جيش الاحتلال الصهيوني.

وفي السياق ذاته، أصدرت عديد الأحزاب السياسية بيانات تضامن مع الفلسطينيين، أدانت فيها الإعتداءت الوحشية على أبناء قطاع غزة.

كما استخدم المغاربة وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني وذلك بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو لدمار الأحياء السكنية وقتل المدنيين خاصة الأطفال الذين استشهدوا بسبب الغارات التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم تطبيع النظام المغربي العلاقات مع دولة الاحتلال فإن القضية الفلسطينية بقيت محط اهتمام لدى المغاربة. كما أدّت حرب الإبادة الجماعية في غزة إلى تزايد الاحنتجاجات والمظاهرات المناهضة للتطبيع في المغرب.

رابعا: حظر المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية في الجزائر.  

تحظى القضية الفلسطينية بمكانة معتبرة في نفوس الجزائريين.  لم يكن الموقف الرسمي متناغما مع الموقف الشعبي حيث أدانت بشدة الغارات الجوية التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

ورغم تأييد النظام الجزائري للقضية الفلسطينية، فإنّ السلطة بادرت بحظر المظاهرات[3] ضد الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.

أثار قرار حظر المظاهرات الشعبية في الجزائر موجة حادة الانتقادات في البلدان العربية خاصة أن الجزائر كانت من أبرز الدول العربية المساندة لهذه القضية العادلة مثل تونس.

ويمكن تفسير اتخاذ القرار بخوف السلط الجزائرية من انحراف المظاهرات عن مسارها الطبيعي، فتصبح هذه المسيرات مناهضة للنظام السياسي في الجزائر.

خامسا: كيف تفاعل المجتمع الليبي مع حرب الإبادة في غزة؟

لم يمنع تأزم الوضع السياسي في ليبيا المجتمع من إعلان مواقفه من حرب الإبادة الجماعية التي خاضها الكيان الصهيوني على غزة منذ أكتوبر 2023. لقد تضامن الليبيون مثل بقية المجتمعات المغاربية الأخرى مع الشعب الفلسطيني في محنته. ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، لم يتأخر الليبيون في تنظيم المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني حيث خرج المئات من الليبيون إلى الشوارع في عدّة مدن احتجاجا على الجرائم البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني على أبناء غزة. ومن بين المدن التي شهرت مظاهرات عارمة نذكر طرابلس العاصمة السياسية لدولة ليبيا، حيث نزل المئات من الليبيين في مظاهرة في ميدان الشهداء تنديدا بالقصف الصهيوني على قطاع غزة.

كان الموقف الشعبي في ليبيا حول حرب الإبادة الجماعية في غزة متناغما مع الموقف الرسمي للدولة فقد عبّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على مساندة الليبيين للشعب الفلسطيني. ودعا الدبيبة في السياق ذاته المجتمع الدولي  إلى إيقاف انتهاكات الاحتلال الصهيوني، ووضع حدّ لها.

ورغم تعدد الأزمات السياسية في ليبيا كان المجتمع الليبي واقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته زمن حرب الإبادة الجماعية على غزة مثل بقية المجتمعات المغاربية الأخرى. وهكذا كانت المجتمعات في المغرب العربي وفيّة للقضية الفلسطينية العادلة على مرّ عقود من الزمن.

خاتمة

ظلّت القضية الفلسطينية في المجتمعات المغاربية وخاصة تونس ذات أولوية قصوى منذ قيام دولة الاحتلال سنة 1948.

ورغم اختلاف المواقف الرسمية في بعض بلدان المغرب العربي تجاه حرب الإبادة الجماعية على غزة، فإنّ الشعوب بقيت مساندة للشعب الفلسطيني. فكلّما حدث اعتداء صهيوني على فلسطين، خرجت المسيرات والمظاهرات المنددة بجرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين.

كما ظلّت المجتمعات المغاربية مناهضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وازدادت الحملات المنادية بتجريم التطبيع مع دولة الاحتلال في كل الأقطار المغاربية زمن حرب حرب الإبادة الجماعية على غزة.

الهوامش:

باللغة العربية:

  • تلي، (تشارليز)، الحركات الاجتماعية، المجلس الأعلى للثقافة، ط1، مصر، 2004
  • صحيفة العرب، " لماذا تمنع الجزائر تنظيم مسيرات تضامنية مع غزة؟"، 9 نوفمبر 2023
  • أبو عامر، (عدنان)، " معركة غزة الأخيرة وآفاقها المستقبلية"، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد131، 2021.
  • موقع الجزيرة نات، " بعد 8 أشهر من الحرب ... كيف تستمر المقاومة في إلحاق الخسائر بجيش الاحتلال؟، 2024

باللغة الأجنبية:

Neveu Erik, sociologie de mouvement sociaux, Edition la Découverte, 2002

[1]تلي، ( تشارليز)، الحركات الاجتماعية، المجلس الأعلى للثقافة، ط1، مصر، ص 43 .   

[2] Neveu Erik, sociologie de mouvement sociaux, Edition la Découverte, 2002, p3.

[3]صحيفة العرب، " لماذا تمنع الجزائر تنظيم مسيرات تضامنية مع غزة"، 9 نوفمبر 2023  

سنة النشر للمرجع

منصف سلطاني
أستاذ وباحث في التاريخ المعاصر- تونس